الخميس، 2 سبتمبر 2010

رسالة إلى رجل ما




رسالة إلى رجل ما

(1)

يا سيّدي العزيزْ ..

هذا خِطابُ امرأةٍ حمقاءْ ..

هلْ كتبَتْ إليكَ قبلي امرأةٌ حمقاءْ ؟

إسمي أنا ؟

دَعْنا منَ الأسماءْ

رانيةٌ ، أم زينبٌ ، أم هندُ ، أم هيفاءْ

أسخفُ ما نحملُهُ ، يا سيّدي ، الأسماءْ



(2)



يا سيّدي !

أخافُ أن أقولَ ما لديَّ من أشياءْ

أخافُ ـ لو فعلتُ ـ أن تحترقَ السّماءْ

فشرقُكم يا سيّدي العزيزْ

يصادرُ الرسائلَ الزرقاءْ

يصادرُ الأحلامَ من خزائنِ النساءْ

يمارسُ الحَجْرَ على عواطفِ النساءْ

يستعملُ السّكينَ .. والسّاطورَ ..

كي يخاطبَ النساءْ ..

ويذبحُ الربيعَ ، والأشواقَ ، والضفائرَ السوداءْ

وشرقُكم يا سيّدي العزيزْ

يصنعُ تاجَ الشرفِ الرفيعِ .. من جماجمِ النساءْ .


(3)




لا تنزعجْ !

يا سيّدي العزيزَ .. من سُطوري

لا تنزعجْ !

إذا كسرتُ القُمْقُمَ المسدودَ من عصورِ

إذا نزعتُ خاتمَ الرصاصِ عن ضميري

إذا أنا هربتُ من أقبيةِ الحريمِ في القصورِ .

إذا تمرَّدْتُ على موتي . على قبري . على جذوري

والمسلخِ الكبيرِ ..

لا تنزعجْ يا سيّدي

إذا أنا كشفتُ عن شعوري

فالرجلُ الشرقيُّ .. لا يهتمُّ بالشِّعرِ ولا الشُّعورِ

الرجلُ الشرقيُّ ـ واغفرْ جُرْأتي ـ

لا يفهمُ المرأةَ إلا داخلَ السريرِ ..

معذرةً يا سيّدي

إذا تطاولْتُ على مملكةِ الرجالِ

فالأدبُ الكبيرُ ـ طبعاً ـ أدبُ الرجالِ

والحبُّ كان دائماً .. من حِصَّةِ الرجالِ ..

والجنسُ كانَ دائماً

مُخَدَّراً يُباعُ للرجالِ

خُرافَةٌ حُريّةُ النساءِ في بلادِنا

فليسَ من حُريّةٍ أخرى سِوى حُريّةُ الرجالِ ..

يا سيّدي !

قُل كلَّ ما تريدُه عنّي .. فلنْ أُبالي

سطحيّةٌ .. غبيّةٌ .. مجنونةٌ .. بلهاءْ ..

فلم أعُدْ أُبالي

لأنَّ مَن تكتبُ عن همومِها

في منطقِ الرجالِ ، تُدعى امرأةً حمقاءْ

ألمْ أقُلْ في أوَّلِ الخطاب ..

إنّي امرأةٌ حمقاءْ ..

نزار قباني

مآ أروع ما دونته يدآك ..

السؤال الذي اطرحه دائما !

لماذا الرجل الشرقي فقط .! لا يعد رجل ! إلا بمدى قوة تسلطه للكائن البشري الضعيف !
الأنثى التي خلقت من ضلعك ! كي تكون حاميا لها !
لا لتكون متسلطا عليها بكل ما بك من جبروت !

أ تكون الرجولة .!
بعدد ما تعالى وتكبر !
بعدد ما لعب ودثر !
بعدد ما خان وكسر !
بعدد ما أحب من أنثيات ..
فلعب و لعب ولعب .. حتى ضحك أخيرا !

لكن

سيبكيك الذي خلقك يوما ما !
لأنك لم تستغل ما منحك اياه .. كما طلبه منك !

بل استغللت سلطتك في هذه الدنيا الزائلة
لتزيد طاغوتا !


للأمانة وبكل صرآحة !!

وعذرا لجرأتي ..
رغم كل ما منحك اياه الله من قوة بهذه الحياة
لكن ..
بسبب ما تاهته خطواتك

أعدك في معهدي!

أحقر مخلوقات الله ..!


نقطة وسطر جديد ..
لا مجال للجدال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق